الحقيقه نور على طريق الهدايه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحقيقه نور على طريق الهدايه

مملكة البحرين


    جمبازي يخدع الـ «سي آي أيه» ... وآخر يخدع بورما

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري


    المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 10/12/2010

    جمبازي يخدع الـ «سي آي أيه» ... وآخر يخدع بورما Empty جمبازي يخدع الـ «سي آي أيه» ... وآخر يخدع بورما

    مُساهمة  جعفر الخابوري الأربعاء ديسمبر 15, 2010 3:10 pm

    جمبازي يخدع الـ «سي آي أيه» ... وآخر يخدع بورما
    في واحدةٍ من الطرائف التي ستدخل كتب التاريخ، ما قام به رجلٌ أفغانيٌ من الضحك على المخابرات المركزية الأميركية (سي آي أيه).

    فقد كشف مسئولون أميركيون أن أفغانياً استطاع خداع الرئيس الأفغاني حامد قرضاي، ومعه مسئولو حلف الأطلسي (الناتو) في أفغانستان، عندما دخل معهم في «محادثات سرية» باعتباره أحد أبرز قادة حركة طالبان.

    خبر هذه المفاوضات تداولته الفضائيات ووكالات الأنباء في الشهرين الأخيرين، وأدلى بعض المحللين الغربيين بآرائهم «القيّمة» حول هذه المفاوضات، باعتبارهم خبراء في شئون الشرق الأوسط. بل إن أحدهم اقترح على بعض الدول وقف الدعم عن السلع الأساسية كالخبز والروتي استعداداً لما ستخلّفه هذه المفاوضات من تداعياتٍ على الاقتصاد العالمي!

    الخبر كان جاداً، وقد نقلت كل من «واشنطن بوست» و»نيويورك تايمز»، عن مصادر موثوقة، أن أفغانياً أقنع قرضاي والمسئولين في «الناتو»، بأنه هو «أختر محمد منصور»، الرجل الثاني في طالبان بعد الملا عمر. وقد التقى بهم ثلاث مرات في الأشهر الماضية، كما نقلته طائرة بريطانية تابعة للناتو، من باكستان إلى القصر الرئاسي في كابول للقاء قرضاي! وقد صُُدموا حين اكتشفوا أنه مجرد صاحب متجر في مدينة كويتا الباكستانية، ولكن جاء الاكتشاف بعدما هرب الجمل بما حمل!

    الغريب أن الملا عمر خرج في منتصف الشهر الماضي لينفي نفياً قاطعاً إجراء أية مفاوضات مع «قوات الناتو الصليبية أو الحكومة الكافرة في كابول»، ولكن أحداً لم يصدّقه! وتصوّر البعض أنها نوعٌ من التمويه، أو جزءٌ من التكتم المطلوب لضمان نجاح المفاوضات السرية! بل إن أحد المحللين اعتبر تصريح الملا عمر مناورةً تكتيكيةً ذكيةً ودليلاً على الحنكة السياسية!

    أحد الدبلوماسيين الغربيين في كابول قال بحسرةٍ: «لقد تبين أنه ليس هو! والمشكلة أننا أعطيناه الكثير من الأموال»! أما الأميركان الذين لم يريدوا أن يصدّقوا أنهم ضحايا مقلب من العيار الثقيل، فقد أعربوا عن إحباطهم لأنه لم يكن الرجل الثاني في طالبان ولا حتى الرجل الأخير! ويقولون إن الشكوك بدأت تحوم حول الرجل الجمبازي بعد اللقاء الثالث حين أبلغ شخصٌ يعرف الملا منصور شخصياً أن الرجل الذي يجرون معه «مفاوضات بالغة السرية» لا يشبهه على الإطلاق!

    أما في «بورما»، فأن جمبازياً آخر خدع الحكومة البورمية بتأسيس جمعية حقوقية كارتونية لمشاغبة الجمعيات الحقوقية الحقيقية، وضمّ إليها أربعة أعضاء من قوميات البشتون والهزارا والبلوش والفلاشا، على أساسا انهم خير من يمثل بورما في المحافل الدولية الحقوقية، وهو يثير بتحركاته سخرية المنظمات الحقوقية الدولية. كما أن هذا البورمي أصبح يمثل دور المراقب الحقوقي ويتنقل بين جنيف ونيويورك ولندن، حيث يقيم في كل مدينة جميلة وغالية عدة أشهر كل عام، ما يستنزف مبالغ طائلة مقتطعة من المال العام في بورما.

    أحد المحللين البورميين كتب: «لم تتضح بعد دوافع الرجل وراء المخاطرة والادعاء بأنه من قادة حقوق الإنسان»... ولكن ربما « إنها الفلوس التي تغيّر النفوس، ويُقفل عليها في الصندوق، والصندوق يبغي مفتاح، والمفتاح عند الحداد، والحداد يبغي عروس، والعروس تبغي عريس، والعريس طلع جمبازي»!




    قاسم حسين
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3003 - الجمعة 26 نوفمبر 2010م الموافق 20 ذي الحجة 1431هـ

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 12:42 pm