الحقيقه نور على طريق الهدايه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحقيقه نور على طريق الهدايه

مملكة البحرين


    الخوف عدو المرجلة يا جمال

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري


    المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 10/12/2010

    الخوف عدو المرجلة يا جمال Empty الخوف عدو المرجلة يا جمال

    مُساهمة  جعفر الخابوري الخميس ديسمبر 16, 2010 6:20 am

    الخوف عدو المرجلة يا جمال
    ياسين شملان الحساوي
    يروي لنا صديقنا العتيق باحث التراث الشعبي البحريني الأخ محمد جمال حكاية قديمة حدثت له، طالباً نشرها لما بها من تساؤلات محيرة وغرابة وعبرة.. يقول:
    في العام 75 ميلادي زارنا في البحرين صديق وأخ كويتي هو الدكتور يوسف عبدالقادر الرشيد حفيد عبدالعزيز الرشيد المؤرخ المعروف وبصحبته والدته وجدته.. والجدة ترغب في زيارة مدرسة الهداية الخليفية.. فقد كان زوجها المؤرخ يعمل مدرساً بها.. وهي تريد أن ترى الأماكن والفصول التي كان يتواجد بها.. وكان جمال هو المضيف والمرافق لهم.
    وذات يوم أخذهم لزيارة مسجد الخميس وبه قبر.. فسألوا عن قصته أو صاحبه.. ولم تكن عند جمال المعلومة فاكتفى بالرد أنه لأحد الأولياء الصالحين.. الجدة كانت تعاني من الخصام الذي فرّق بين أبنائها المرحوم بإذن الله البرلماني الوطني المرموق سامي المنيس وشقيقه عبدالوهاب.
    وكانت كثيرة الدعاء إلى الله بأن يصلح بينهما.. فاستدارت إلى يوسف وقالت إنني نذرت ذبيحة لهذا الولي الراقد ويوزع لحمها على الفقراء إن اصطلح أبنائي ونبذوا خلافاتهم.. عاد الضيوف إلى الكويت وفوجئت الجدة الطيبة بابنيها معاً باستقبالها في المطار يحضنانها ويقبلان رأسها ويتسابقان على حمل متاعها.. فأرسلت حال استقرارها مبلغ الذبيحة لمحمد جمال بواسطة الدكتور يوسف ليوفي بنذرها وهي بقمة السعادة.
    بعد أيام حضر جمال وعائلته إلى الكويت واستضافهم صديقه يوسف.. وبينما هم في بيته رن جرس تلفون المنزل وكانت الجدة هي المتصلة تشكو ليوسف حلماً مزعجاً يتكرّر كثيراً في المدة الأخيرة مفاده أن شيخاً يأتيها في المنام وبيده عصا وهي تحمل ابنة محمد جمال يضربهما ويقول: يا أهل الكويت أوفوا بنذوركم.. وعندما أراد أن يكلمها جمال بادرته قائلة: لابد أنك نسيت أن تسمي وتقرأ على الذبيحة.. سأعطيك مبلغاً آخر وتنفذ ما طلبته منك.. فقام بتنفيذ الوصية فور رجوعه ولكن ذبيحتان هذه المرة فالأخرى على حسابه خوفاً من أن يتعرض لخطب ما.. وكان جمال في المرة الأولى لم يأخذ الأمر بجدية.. فاشترى ذبيحة وأولم لأصحابه متفاخراً.. وكانت وليمة لا تنسى.. ولم يعترف بما حدث إلا بعد ان أخافته حكاية الحلم الغريب (الخوف عدو المرجلة). بالصدفة التقيت بالأخ الفاضل عبدالوهاب المنيس فسألته إن كان تخاصم يوماً مع شقيقه الراحل.. رد بالإيجاب.. وهو يقول: لمحبتنا لبعض وحبنا الأكبر للوالدة الحنون التي كانت حزينة لأجلنا.. تصافينا في غيابها بإحدى السفرات.. وفاجأناها باستقبالنا لها عند عودتها بالمطار متآخين متحابين.. ولم نختلف بعدها مطلقاً.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 9:56 am