الحقيقه نور على طريق الهدايه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحقيقه نور على طريق الهدايه

مملكة البحرين


    واجـــب علــي يــا أبـــي

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري


    المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 10/12/2010

    واجـــب علــي يــا أبـــي Empty واجـــب علــي يــا أبـــي

    مُساهمة  جعفر الخابوري الخميس ديسمبر 16, 2010 6:19 am

    واجـــب علــي يــا أبـــي
    ياسين شملان الحساوي
    أحب والدي كثيراً ودائماً أحن لمقره في حياته.. فقد علمني الكثير بحب وحنان وحباني بعطف لا يوصف.. لم أستطع أن أفعل الشيء نفسه مع أبنائي رغم حبي لهم.. كلما تذكرت والدي رحمه الله أشعر بأني مازلت بحاجته.. كتبت فيه أشعاراً ولكن للأسف بعد أن فارقني.. لم أكن أدري أنني سأفقده.. (الدايم الله).. لقد تخيلت من حبي له بأنه سيعيش إلى الأبد.. وسأجده في كل ضيقة يفرجها عني.. وألقاه في كل ورطة.. يزيل همها.. يصعب عليّ فهم بيت شعر فيكون المنجد والمفسر.. تصعب علي نظرية عالم فأجده المنظر والمصور والمفكر.. معلم بالدين والفلسفة وشؤون الحياة.. عاقبني المدرس ظلماً وبقسوة فإذا به يتواجد في المدرسة ويهين المدرس ويضربه بقسوة مماثلة إلى أن اعتذر عن خطئه.. قتل أخي دهساً بسيارة شاب صغير.. عفا عنه وتنازل عن حقوقه يوم الوفاة ودموعه تنهمر من عينيه مؤمناً بقضاء الله..
    من عاشر أبي في حياته يلقبونه بالنوخذة.. فقد كان فعلاً غواصاً للؤلؤ ثم قائداً للسفينة طلبا للرزق قبل النفط.. لم يمتنع عن مساعدة أي كان إذا استطاع.. كان أباً لأخيه الصغير قبل أن يكون أبي.. لم يفرق بين أبنائه رغم كثرتهم.. لم يقس على أحد إلا نادراً وبالحق.
    مرت علي هذه الأفكار تصاحبها مشاعر العرفان بجميل الوالد العظيم عندما قرأت قصة كتابة الأغنية الخالدة (ست الحبايب).. فالشاعر الغنائي الكبير حسين السيد زار والدته ليلة عيد الأم واكتشف أنه نسي أن يشتري هدية تسعدها.. فوقف عند باب شقتها وأخرج ورقة وكتب كلمات يهديها لأمه تقول: :ست الحبايب يا حبيبة.. يا أغلى من روحي ودمي.. يا حنينة وكلك طيبة.. يارب يخليكي يا أمي أيام بتسهري وتباتي تفكري وتصحي من الأذان وتجي تشقري / يا رب يخليكي يا أمي ..>>.
    ثم طرق الباب، فتحت أمه.. فأنشدها ما كتب.. ووعدها أن تغنى لأجلها.. في ليلتها تلقف الموسيقار الكبير الكلمات ولحنها حباً لها وتقديراً لوالدة صديقه الشاعر.. واستدعى فايزة أحمد لتحفظها وتغنيها.. وإكراماً لحسين السيد غنى عبدالوهاب الأغنية على العود في الإذاعة صباح اليوم التالي وبعدها بيوم كان صوت فايزة ينساب في كل بيت مع الموسيقى.
    أنا كتبت في ذكرى والدي قصيدة مطلعها يقول:
    يا أبي عاشت يداك صار للأبناء دوله
    دولة تدمي عداك شعبها يملك قوله
    بعد ان عشت صباك تمخر البحر وهوله
    رحم الله الوالد وغفر له وأطال عمر الوالدة الحبيبة.
    والدعوى الصالحة لكل من يقرأ.. وشكراً لتحملكم أفكاري.

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 8:21 am