الحقيقه نور على طريق الهدايه

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
الحقيقه نور على طريق الهدايه

مملكة البحرين


    هل بدأت مرحلة التهريج؟

    جعفر الخابوري
    جعفر الخابوري


    المساهمات : 49
    تاريخ التسجيل : 10/12/2010

    هل بدأت مرحلة التهريج؟ Empty هل بدأت مرحلة التهريج؟

    مُساهمة  جعفر الخابوري الأربعاء ديسمبر 15, 2010 3:02 pm

    هل بدأت مرحلة التهريج؟
    لم يكن ما نُشر الإثنين الماضي عن المرشح الجديد المقترح لرئاسة البرلمان يستحق التوقف والتعليق، لولا إصرار النائب صاحب الاقتراح على رأيه المثير للشفقة.

    النائب صاحب الاقتراح المثير للشفقة، صرّح في اليوم التالي أن ترشيحه لزميله لرئاسة البرلمان نابعٌ عن قناعةٍ ايدلوجية مشتركة، ولكونه شخصية وطنية مرموقة!

    صاحب الاقتراح يعتبر نفسه من المستقلين، وسعى لزعامة الكتلة بدعوى أنه نائبٌ مخضرمٌ وصاحبُ خبرة برلمانية طويلة، ولكنه فشل في إقناع زملائه الـ11 بترشيحه، ويعود اليوم ليرشّح شخصاً آخر غير مؤهل على الإطلاق لهذا المنصب، وهو يعلم في قرارة نفسه أنه لا يصلح، فرئاسة برلمانٍ ليست كرئاسة نادٍ رياضي. حتى النادي الرياضي سيخرب لو قُيّض له رئيسٌ منفلتٌ ثرثار، ما يفتأ يشتم نصف أعضاء النادي ويدعو عليهم بالهلاك.

    النائب الذي يبدو أنه يستظرف دمه، أعلن «دعمه المطلق» لهذا الرئيس المقترح، وهو يعرف تاريخه وإثاراته في المجلس، لأنه كان يجلس في المقعد المجاور على بعد مترين. بل إنه اصطدم به ذات مرةٍ، حينما زادت مشاغباته وطالبه بأن «يركد» قليلاً! فليس في قاموسه كلماتٌ مثل الوحدة أو التوافق أو اللحمة الوطنية، ولا يعترف إلا بأن يكون قاتلاً أو مقتولاً.

    هذا الموقف الانقلابي للنائب صاحب الاقتراح المثير للشفقة، فسّره أحد زملائه في كتلة المستقلين بأنه رد فعل على موقف رئيس المجلس الذي رفض قبوله نائباً ثانياً له.

    العمل الفوضوي لا يستقيم مع العمل البرلماني، ومن يطمح إلى رئاسة كتلة حتى لو كانت للمستقلين، لا يخرج على إجماعها قبل أن تمر عشرة أيامٍ على تشكيلها! فمنسّق الكتلة نفسها أعلن أن «رئاسة الظهراني للمجلس تعتبر من الثوابت الرئيسية للكتل النيابية، وكتلة المستقلين من أوائل الكتل التي أعلنت دعمها لاستمراره في منصبه»، والكلام لا يزال لمنسق الكتلة والناطق باسمها والمعبّر عن تطلعاتها.

    بعض النواب كانوا يتسلّلون إلى الصحافة وينشرون مقالات، يقول العارفون بالأمور إنها كانت تكتب بأسمائهم مقابل مكافآت شهرية، تُصرف لبعض «كتّاب العملة»، ممن جعلوا الكتابة مهنةً رخيصةً، يحكمها قانون السوق من عرضٍ وطلبٍ وسمسرةٍ، وليس الشرف والضمير والصدق مع القارئ. ومن حقّ أيّ نائب أن يصل للجمهور وليس من حقّ أحدٍ أن يحجر عليه رأيه أو يمنعه حقه في التعبير، إلا إذا وصل إلى درجة التهريج.

    إن الحديث عن «كفاءةٍ برلمانيةٍ» و»خبرةٍ نيابيةٍ» و»شخصيةٍ وطنيةٍ» لا يستقيم مع تاريخ مليء بالشتائم وإثارة أسباب الخلاف والشقاق، والدعاء على نصف شعب البحرين بالهلاك. ولولا الاصطفاف السياسي الأعمى لتمّ رفع الحصانة ومحاسبة المخطئ الخارج على الروح البحرينية الأصيلة.

    التهريج يصل الذروة حينما «وافق شنٌّ طبقة»! فزميله مصدّقٌ لنفسه، وواثقٌ تماماً من قدراته الدبلوماسية، ويعتبر نفسه نائباً مخضرماً، ولا يمانع في تولّي أي منصب لرئاسة المجلس أو اللجان السيادية الكبرى! وصاحبه يحرّضه للتطلّع إلى «مناصب» أخرى في الخارج، على مستوى البرلمان الخليجي والعربي والآسيوي، أو حتى عضوية اللجان في البرلمان الدولي! وإذا لم ينجح في اقتناص أيٍّ منها، فربما يسانده بكل خبراته المخضرمة لينافس جوزيف بلاتر على رئاسة «الفيفا»! أو البارونة كاثرين أشتون ليصبح ممثلاً سامياً للمفوضية الأوروبية، أو يطيح بأندريس فوغ راسموسن ليتبوأ منصب الأمين العام لحلف الناتو!




    قاسم حسين
    صحيفة الوسط البحرينية - العدد 3016 - الخميس 09 ديسمبر 2010م الموافق 03 محرم 1432هـ



      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 10:36 am